كل الاجتهاد الذي يبديه إساعيل بن ناصر مع ناديه الفرنسي الجديد مارسيليا، فوق الميدان سواء شارك أساسيا أم احتياطيا، لا يبدو أنه أقنع المدرب الإيطالي دي زيربي، وما حدث لنجم الخضر سهرة الأحد، أمام ليل، يفسر الحالة الصعبة التي يوجد فيها إسماعيل بن ناصر، فلا الفريق الجنوبي يدور بشكل جيد، ولا المدرب اقتنع على تشكيلة ثابتة خاصة في وسط الميدان ويدفع إسماعيل بن ناصر هذه المزاجية الواضحة على خطة لعب الفريق الجنوبي.

في السابعة والعشرين من العمر، ما يزال بن ناصر في ربيع عمره، وبإمكانه أن يعطي الكثير سواء للأندية التي يلعب لها أم للمنتخب الوطني، لأن الناس مازالت تنتظر عودة بن ناصر دينامو خط الوسط الذي ساهم وبقوة في انتزاع الخضر للقب الإفريقي منذ حوالي ست سنوات، كما أدى موسمين نموذجين في منتهى التألق مع ناديه الميلان الذي وصل معه إلى نصف نهائي رابطة أبطال أوربا.

أكثر المتفائلين لا يرى مستقبلا لبن ناصر مع نادي مارسيليا ولا يرى عودة له مع الميلان، الفريق الذي لن يشارك في أي منافسة أوروبية الموسم القادم، وقد تكون الوجهة السعودية حلا له بشرط أن يلعب مع الأقطاب الكبرى كما فعل حسام عوار ورياض محرز، حتى ينافس على الألقاب ويشارك في المنافسات القارية، ويكون في قمة الجهوزية عندما تحين مواعيد المنتخب الوطني.

لقد استعاد الثنائي حسام عوار ورياض محرز بعض تألقها في المملكة العربية السعودية وقد يفوز عوار بلقب الدوري مع الاتحاد، كما فاز محرز بلقب رابطة أبطال آسيا، ولو كانا في فريق أوروبي، ما كانت حالتهما البدنية والفنية والمعنوية أحسن مما هي عليه الآن.

حافظ مارسيليا على رتبته الثانية بعد تعادله في ليل على بعد جولتين من نهاية الدوري الفرنسي، وكل التكهنات تصب في كون مارسيليا سيحافظ على المركز الثاني ليكون معنيا برابطة أبطال أوربا، وبن ناصر لم يجد معالمه، والسبب في ذلك المدرب أيضا الذي لا يمنحه مركزا أساسيا، وعندما أدخله مع الأساسيين أخرجه مع صافرة نهاية الشوط الأول من مباراة ليل، ولم يكن بن ناصر سيئا، أما فريقه الأصلي ميلان فهو في المركز التاسع مع مباراة لعبها سهرة أمس الإثنين في جنوة ومهما كانت نتائج الميلان فإنه لن يلعب رابطة أبطال أوربا ولا حتى أوربا ليغ أو كأس المؤتمرات خلال الموسم القادم.

من حسن حظ إسماعيل بن ناصر أن سنه تمنحه القوة لكي يعود بقوة مع أي فريق كان ومع الخضر حيث يُرحب به في كل زمان ومنافسة، ولا توجد قضية اسمها بن ناصر اللاعب الوفي لألوان الخضر والذي يقدم كل ما لديه عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني.