المقابلات الودّية ليست لائحة طعام أو زيّ يُواكب الموضة الرّائجة
يُصنّف شهر جوان في خانة المحطّات الدولية الخمس لـ “الفيفا”، والتي خلالها تُجرى المقابلات الرسمية أو الدولية عبر أرجاء المعمورة.
وفي شهر جوان المقبل، لا تتضمّن هذه المحطة مقابلات رسمية للمنتخبات الإفريقية بينها الجزائر، ذلك أن تصفيات “الكان” انتهت في نوفمبر الماضي وتُجرى النهائيات في ديسمبر المقبل. أمّا تصفيات المونديال فلن تُلعب حتى شهر سبتمبر القادم.
وهنا بدأت بعض الأطراف في الضّغط على اتحاد الكرة الجزائري بِطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بِضرورة برمجة مقابلتَين تحضيريتَين للمنتخب الوطني شهر جوان المقبل، مع المنافس الفلاني أو الفريق العلاني!
أوّلا.. انتقاء المنافسين في المقابلات التحضيرية ليس لائحة الطعام، حيث يختار الزبون ما يشتيه ويُناسب “جيبه”.
ثانيا.. برمجة المقابلات الودية ليست هاتفا محمولا آخر صرعة يجذب المراهقين لإقتنائه، أو زيّ أنيق يفتن الفتيات، أو برنامج “ما يطلبه المستمعون”!
ثالثا.. المقابلات التحضيرية يجب أن تُناسب نوع المنافسة التي تنتظر “محاربي الصّحراء”.
رابعا.. اللقاءات الودّية اكتست طابعا تجاريا في الآونة الأخيرة، حيث يوجد “مناجرة” و”سماسرة” هم من يتوسّطون ويتفاوضون نيابة عن اتحاد الكرة، لِجلب المنافس، أو اقتراح المنتخب الفلاني. وطبعا، يقبضون بعد ذلك عدّا ونقدا نظير هذا النوع من “الشطارة” المهذّبة والمقنّنة.
خامسا.. نموذج رديء مثل بيدق محمد السادس، ممثل في رئيس اتحاد الكرة فوزي لقجع، يقترح أحيانا على الأفارقة تنظيم مقابلات ودية مع منتخب بلاد مراكش، نظير بعض الحلوى (السفريات، التكفّل بالعلاج، التعليم..). وطبعا، يغترف لقجع من ميزانية الشعب المغربي المطحون وليس من جيبه، بهدف وحيد وهو تنويم الدّهماء، وتلميع عرش “أمير المؤمنين” المزعوم، وصيانته من التطاحن المتوحّش والخفي داخل أروقة القصر الملكي، وأيضا شراءً لِذمم مسؤولي الكرة الأفارقة تقوية لِنفوذه في “الكاف”.
وأخيرا.. على اتحاد الكرة الجزائري والناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيش عدم التسرّع، مقابل حسن انتقاء المنافسين الودّيين لـ “الخضر” في جوان المقبل.