بلماضي سيلعب أقوى مباراة له منذ الإقصاء من مونديال قطر
سيناريوهات كثيرة، محتملة لمباراة الخضر أمام السينغال هذا الثلاثاء، بعضها تبدو متشائمة، بالنظر إلى بعض الوهن الذي ظهر في جسد المنتخب الجزائري الذي افتقد طريقة لعبه المعروفة، وبالرغم من أن المنتخب الجزائري سيفتقد لاعبين هما في الحقيقة أساسيين وفي منصب حساس لا يمكن التفكير في اللعب من دونهما المباريات الحاسمة وهما حسام عوار وإسماعيل بن ناصر، إلا أن اللعبة الجماعية تفرض على جمال بلماضي المغامرة، ووضع اللاعبين أمام مسؤولياتهم ومن الممكن أن تكون مباراة السينغال آخر فرصة للبعض منهم، خاصة أن هناك لاعبين مفتقدين للمباريات أيضا في منصب خط الوسط، في صورة نبيل بن طالب.
تكمن أهمية مباراة الثلاثاء في كونها أولا ستلعب خارج الديار، وفي بلاد كرة هي السينغال التي لا تختلف ثقافتها الكروية عن طبيعة كوت ديفوار، عاصمة الكان القادمة، كما ستلعب في أجواء رياضية كبيرة وروح رياضية مؤكدة، لأن السنغال تراهن على تنظيم كان 2027، أو حتى قبل ذلك الموعد، ويهمها أن تقوم ببروفات تنظيم وروح رياضية، وتقديم منشآتها الرياضية قبل الموعد الكبير، كما أن المباراة ستلعب أما منتخب كبير شارك في المونديال الأخير وتأهل للدور الثاني، وفاز بلقب القارة السمراء في الكامرون في نهائي مثير أمام منتخب مصر، ويريد أن يحافظ على هيبته بعد الانتقادات والسهام التي طالته، عندما اختار أحسن نجومه الاحتراف في المملكة العربية السعودية، وهو على موعد تاريخي لأجل الثأر لخسارة لم ينسوها في نهائي كان مصر 2019 أمام المنتخب الجزائري في مشاركة لاعبين مازالوا في تشكيلة السينغال وأيضا في تشكيلة الخضر، ومنهم كوليبالي وماني ومحرز وماندي، وأيضا بنفس المدربين المحليين سيسي وبلماضي.
كل هذه الظروف ستجعل المنتخب الجزائري أمام اختبار عسير، ويمكن القول بأن مباراة السينغال هي الأقوى لكتيبة بلماضي منذ انتكاسة الكامرون في البليدة، وهي تختلف عن المباريات الأخيرة التي لعبها الخضر أمام منتخبات متوسطة، ولكنها غير بعيدة عن المباريات المنتظرة في كوت ديفوار، لأن السينغال بلاد كرة ويتمتع لاعبوها بمن فيهم المحليين بالاحترافية، وقد أبانوا عن ذلك في مختلف المنافسات السِنيّة التي أكدوا بها علوّ كعبهم، وبعض تلك البطولات فازوا بها في الجزائر وهي البطولة الإفريقية للمحليين وكأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، حيث جمعوا الأداء بالنتائج.
قبول مواجهة السنغال في هذا الظرف، وفي عقر ديارهم هو تحدي جميل، من جمال بلماضي، الذي يدرك صعوبة التحدّي أمام منتخب يريد أن يقدم نفسه كمرشح للاحتفاظ بلقبه مباشرة من مباراة الجزائر، وهو ما يجعل المباراة أشبه بالرسمية وكل منتخب يرفض فيها الخسارة، لأنها ستزرع الشك في التشكيلة وتضيّع الكثير من روحها المعنوية، بينما سيكون للانتصار سحر آخر، يعلن عن عمل جاد لبلوغ المبتغى التحضيري والاقتراب من الجاهزية للموعد القاري الكبير، وقد يكون التعادل في مباراة الثلاثاء الوحيد الذي لن يُغضب كثيرا الطرفين معا، وهناك من قرأ زلزالا عنيفا في هذا المنتخب أو ذاك، لو مني بهزيمة ثقيلة من فئة هدفين نظيفين أو أكثر، في واحدة من أقوى المباريات التحضيرية التي ستلعب في القارة السمراء.