يسير الفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا بخطى ثابتة نحو تحقيق بطولة البريميرليغ للمرة الثالثة رفقة فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي والسابعة في تاريخ النادي وإن تحقق ذلك سيكون اللقب الخامس للسيتي خلال العقد الأخير من الزمن، مايؤكد للجميع سطوة الفريق السماوي على لقب الدوري المحلي خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

فمع بداية الموسم وعطفاً على النتائج والمستويات المتذبذبة التي قدمها الفريق والمراكز المتأخرة التي كان يقبع بها، حيث كانت تلك البداية الأسوأ لجوارديولا مع الفريق الإنجليزي، مما جعل أغلب المتابعين والمحللين يستبعدون “السيتيزن” للمنافسة على لقب الدوري.

ولكن من يملك مدرباً بقيمة وفكر الداهية غوارديولا فمن الممكن أن يتغير كل شيء في عالم المستديرة. فبعد مرور ثلاث وعشرين جولة على الدوري قلب غوارديولا كل المعطيات على خصومه ومنتقديه، ليتصدر مع فريقه الإنجليزي جدول الترتيب برصيد خمسين نقطة بفارق خمس نقاط عن غريمه مانشستر يونايتد، مع العلم أن الفيلسوف غوارديولا يملك مع فريقه مباراة مؤجلة أي بإمكانه أن يوسع الفارق إلى أكثر من ذلك.

فمنذ تعادلة أمام وست بروميتش ألبيون في ديسمبر الماضي كشر البيب عن أنيابه وحقق عشرة انتصارات متتالية ليرتقي إلى صدارة الترتيب بكل اقتدار، فقد حقق في الجولة الماضية فوزاً عريضاً على ليفربول (حامل اللقب) على ملعبه “الأنفيلد” بأربعة أهداف مقابل هدف، مايؤكد الرغبة الكبيرة للظفر بلقب البريميرليغ هذا الموسم.

ولاشك أن التطور والتغيير الذي طرأ على الفريق مقارنة مع بداية الموسم لم يأت من فراغ إطلاقاً، وإنما هناك أسباب كثيرة وأبرزها الاجتهاد الفكري والتكتيكي الكبير من بيب غوارديولا، الذي تمكن من صناعة فريقين مختلفين من اللاعبين الموجودين لديه بفضل المداورة الذي ينتهجها في المباريات والتي جعلت جميع اللاعبين دون استثناء يخرجون كل مالديهم من أجل إثبات أنفسهم، أي أنه لايعتمد على لاعبين معينين والدليل أنه على الرغم من إصابة دي بروين أحد الركائز الأساسية وأغويرو الهداف التاريخي للسيتي بعد تعرضهم للإصابة لم يتأثر الفريق وهذا يحسب لعمل المدرب في تعويض هؤلاء اللاعبين المؤثرين.

كما أن السيتي يمتاز بالتجانس الكبير بين جميع الخطوط، ناهيك إلى العمل الجبارعلى تطوير الجانب الدفاعي والتي أتى بثماره بشكل ملحوظ، حيث إن الفريق رفقاء غوارديولا أقوى خط دفاع حيث استقبلت شباكه أربعة عشر هدفاً، والأهم أن الفريق أصبح أكثر واقعية وفاعلية وهذا سبب نجاح الفريق في الأونة الأخيرة وبتصريح م ن المدرب نفسه، ويأمل البيبفي مواصلة التوهج وتحقيق الانتصارات المتتالية من أجل توسيع الفارق والاقتراب شيئاً فشيئاً للتتويج باللقب في نهاية المطاف.