الأخبار الكرة الجزائرية المنتخب الوطني والمحترفين

متى يُلْتَفَتُ إلى مثل هذا “القالمي” الصّامت؟

تُعاني فئة مزيج من اللاعبين ومحترفي “التبزنيس” بِهؤلاء الرياضيين، ما يُشبه مخاض المرأة الحامل، أو “ليليات إمرأة آرق” بِلغة الأديب رشيد بوجدرة، عشية كلّ محطّة دولية لـ “الفيفا”.

ومعلوم أنه توجد في الأجندة خمس محطّات في العام، خاصة بِأشهر مارس وجوان وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. تكون بِالضرورة مرادفة لِتنظيم مقابلتَين دوليتَين رسميتَين أو ودّيتَين، أو تكون خليطا بين هذا وذاك. ويسبق الموعد ضبط قائمة اللاعبين ثم توجيه الاستدعاءات. مثلما يفعل هذه الأيّام الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، استعدادا للمواجهتَين التحضيريتَين أمام رواندا والسويد في الـ 5 والـ 10 من جوان المقبل.

أيّام زمان، كان المدرب الوطني يقوم بِجولات إلى المناطق الأربع للوطن، لِمُعاينة المواهب والكفاءات، ثم يضبط القائمة المناسبة للاستحقاق الرسمي أو الودي. وكثيرا ما كان الانتقاء (مع استثناءات طفيفة جدا لا يُلتَفت إليها لأنها لا تصنع قاعدة) يُشبه مكافأة معلّم الابتدائي للتلميذ النجيب نجل الفقير، دون تدخّل “مول الكوستيم الأزرق” أو ضغط من “شاهبندر التجّار”، أو…..

أمّا الآن، المعطيات تغيّرت كثيرا، حيث يلجأ بعض اللاعبين بِتفويض مَن يُمثّلون أعمالهم (المناجرة) إلى الصّياح فوق منابر إعلامية معيّنة لِوخز المدرب وليّ ذراعه وعنقه. أو مواقع التواصل الاجتماعي لِكسب تعاطف الدّهماء، وأيضا “تثويرها” إذا استلزم الأمر.

لكن هناك فئة أخرى من اللاعبين، ولو أن عددها قليل ويُحسب على أصابع اليد الواحدة “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفّف”، و”لا يسألون النّاس إلحافا”، والظاهر أنهم زهدوا أو انقطع أملهم في تقمّص ألوان المنتخب الوطني، خذ مثلا أمير سعيود فمتى يلفت مَن يهمّهم الأمر إلى مثل هذا “القالمي” الصّامت وأمثاله؟ وما بال قوم يُمْعِنون في تفضيل “لي وجهو صحيح ولسانو قبيح”؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: