هل كان اختيار بوعناني اللعب لـ “لوريان” هو الأنسب؟
عندما تم تحويل النجم الجزائري، صاحب الـ 19 سنة بدرالدين بوعناني، للعب ما تبقى من الموسم، بألوان فريق لوريان الفرنسي، قيل حينها بأن الفريق الجديد، في قاع الترتيب، وسيجد صعوبة في تسيير أشهره المعدودات مع لوريان، عكس حالته مع نيس، لكن فجأة انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، ففريق لوريان لا يتنفس حاليا سوى الانتصارات وفريق نيس لا يخرج من تعثر إلا ليدخل في تعثر آخر، إلى درجة أن لوريان حقق في الجولات الثلاث الأخيرة ثلاثة انتصارات كاملة، من بينها اثنان خارج الديار، لأول مرة منذ بداية الموسم، وجاء جمع النقاط التسع من ثلاثة انتصارات بمشاركة نسبية ومحتشمة من بدر الدين بوعناني الذي لعب في المباراتين الأوليين كاحتياطي لربع ساعة، وفي الثالثة التي جرت أول أمس بقي على مقاعد الاحتياط من دون أدنى دقيقة مشاركة.
صحيح أن بدر الدين بوعناني ما زال في تسعة عشر ربيعا، ولكن الدقائق التي اكتسبها مع نيس والمنتخب الأولمبي الفرنسي والخضر، كفيلة بأن تمنحه مكانة أساسية مع فريق بحجم لوريان، وقد تكون مشكلة اللاعب بوعناني أنه لم يوفق في إيجاد النادي الذي يحتاجه فعلا، ويفجر معه طاقاته، فلوريان مثلا في اللقاء الأخير وضع في الجناح الأيمن لاعب يدعى أيمن كاري وهو من أصول تعود لجزر القمر، ويبلغ من العمر 19 سنة أيضا، ولكن واضح أن المدرب الفرنسي لنادي لوريان يثق في هذا الشاب الأسمر، أكثر من بدر الدين بوعناني.
كل المؤشرات تؤكد أن بدر الدين بوعناني سيبقى لمواسم قادمة في فرنسا، لأن حرمانه من اللعب ومع فريق متواضع مثل لوريان سيجعله بعيد عن الكشافين، فلن يجد بسهولة مدربا يقدّر إمكانياته ويمنحه منصب أساسي، كما كان يفعل بين الحين والآخر ديديي ديغارد مدرب نيس، قبل أن تتغير الأمور، وحتى النظرة للمواهب الجزائرية، فقد كان نيس في فترة قريبة يضم بلال براهمي وبوداوي وعطال وحتى الحارس الاحتياطي بولهندي إضافة إلى بوعناني، ولم تعد يضم حاليا إلا هشام بوداوي.
لا ندري كيف سيكون رأي مدرب الخضر القادم في بدر الدين بوعناني، فمنصب مهاجم أيمن صار في المزاد، مع ضبابية حول مستقبل رياض محرز الذي سيبلغ غدا 21 فيفري سن الـ 33، كما أن ما يقدمه آدم وناس حاليا، من مباريات ساحرة مع فريق ليل الذي قفز للمركز الثالث في الدوري الفرنسي، لا يضمن بقاء وناس بعيدا عن الإصابة، وهو ما يفتح كل الأبواب لبدر الدين بوعناني ليعمل أكثر من أجل العودة للمنتخب الوطني الجزائري، بعدغياب عن رحلة كوت ديفوار بسبب الإصابة، وأيضا بسبب خيارات جمال بلماضي الذي أصرّ أن يترك مكان الجناح الأيمن محجوزا باسم رياض محرز، سواء ارتقى أداؤه أو نزل إلى الحضيض، كما حدث في كأس أمم إفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار.